الخميس، 31 ديسمبر 2009

الحــــــــــــــــــــــــــياه بين .المطرقه والسندان

احدى يومياتى ورؤيه اعتقد انها قادمه

...................................

>

الثلاثاء 17/11/2008
من مذكراتى
……………..
كنت حريصا ان استمع الى قصه صديقى
الذى يصغرنى باعوام..وخلال جلسه على الشاطئ
ليلا وعلى انغام تلاطم امواج البحر..فى وسط الليل البهيم حيث الظلام
يحيط المكان من كل صوب لاينيره الا ضوء القمر وخلفيه النجوم المتراميه
فى السماء..فقص لى تلك القصه
باختصارشديد احبها ولم اراها ..ولو شاهدتها امامى فلن اعرفها الا من خلال صوتها فقط
عرفتها من خلال الشات…لا اعرف من بدا التعارف اولا…تكلمنا فى اشياء عديده
وتواعدنا كثيرا للقاء عبر الاميل..عرفت عنها ما ارادتنى ان اعرفه..
من الاسكندريه..على درجه علميه عاليه جدا فتاه تعدت الثلاثون بقليل..
مشكلتها انها تريد ان تتزوج ..وتتخلص من اللقب البغيض .(عانس )لا استطيع ان اقول
انها جميله ولكنى اجزم انها كذلك ..فذلك الدفئ الذى فى صوتها ..وتلك الرقه
التى تنساب فى كلماتها .وتعبيراتها توحى بذلك ..انطلقت تبحث عن التفوق العلمى
وغمرت نفسها فى العمل والبحث..جاءتها الفرص للزواج..ولكنها كانت تنتظر الافضل
لان لديها مايشغلها..خطبت مره وارتدت ثوب الخطوبه ..ولكنها لم ترتدى ثوب الزفاف
ولانها ..اصبحت ذات مكانه علميه..ضاقت عليها دائره الاختيار..وكلما تقدم بها العمر
ازدات الدائره ضيقا.. واصبح الكثيرين لايفكرون فى التقدم لها..لانها تفوقهم مرتبه علميه
احيانا كثيره .نضع انفسنا فى مواقف لانحسد عليها…وغالبا ننسى اننا فى مجتمع شرقى
تحكمه اعراف ونعرات غير مفهومه ولا مبرره..فمثلا ..من ذا الذى يقبل ان يتزوج
من فتاه تفوقه علميا..وهو الرجل الشرقى ..الذى تربى على ان للرجل مكانه اعلى من المراه
لابد وانه سيعمل حسابا لاحساسها بالتفوق عليه .وحتى لو لم تكن تهتم هى بذلك
فاحاسه بانه اقل منها ..سيطارده دائما ..وربما سيحرف اى اعتراض منها على اى شئ
يحدث مابين اى زوجين الى انها تشعر انها اعلى مرتبه ..وربما لجأ الى التعنت لاثبات
انه الاول .. او التقليل من شأنها ليشعر بذاته كرجل ..وهو ما سينغص عليه حياته.
وهى بتفوقها قد وضعت نفسها فى دائره ضيقه لانها لن تستطيع ترتبط الا بمن يقترب
من درجتها العلميه على الاقلومن فى مثل سنها او يزيد ..معظمهم تزوجوا..او لايملكون
تكاليف الزواج بمرتباتهم الهزيله.وهى لاتستطيع ان تعيش الا فى حى متوسط على الاقل

اخذها اهتمامها بالدراسه وحبها للتعلم .. وجعل من اهتمامها بكونها فتاه فى المرتبه الثانيه
وانطلقت تعدوا فى صراع التميز والنجاح متناسيه انه سياتى يوما
ينتهى كل هذا فلا يبقى الاتلك المراه التى اهملتها او جعلتها فى مرتبه الاهتمام الثانى او حتى الثالث
وكم من خطاب تقدموا ..فكانت ترى انها تستحق الافضل ..وان الافضل سياتى يوما..كان صوت العقل هو
الحاكم لقراراتها..بعد ان تخطت مراهقتها..واحلام الصبايا..وترانيم اغنيات الحب..وتخطت حتى
مرحله النضج الانثوى…منشغله مابين الدراسه والعمل..وبالرغم من محاولاتها الرضوخ لضغوط الاهل والميل النفسى
وحلم الصبايا بالرداء الابيض الملائكى.وقبولها الخطبه ..الا انها لم تستمر..ربما بسبب الطرف الاخر..والاغلب انها تسببت فى ذلك
ربما افقدها تعليمها ..مهاره الانثى الطبيعيه فى الاحتفاظ ..بشخص ليكون زوج
وهى غريزه ومهاره تملكها حواء بلا تعلم …فمهاره الاحتواء .واطفاء نيران الغضب ..هى
غريزه تملكها كل انثى ..فما اعجز ادم اذا حاول اسكات طفل يبكى..او رجل ثائر..
بينما هى تفعل ذلك بلمسه ناعمه لطفل ..وكلمه حالمه لزوج او حبيب..وعندما تصبح حواء عمليه
عندما تحاول الخروج من نعومتها الداخليه …وتكتفى بالمظهر الانثوى…مدفوعه بمتطلبات العمل
فتفقد الكثير من مضمونها كانثى..ليس من الناحيه الشكليه الخارجيه..بل اتكلم عن المهاره الانثويه
ومع مرور الوقت ..وانتظار الفارس القادم ..تبدأ مراحل التنازلات..عن مواصفات كانت
غير قابله للمناقشه…مدفوعه بسياط الاخرين
يقول احد الحكماء ….الجحيم هو الاخرين…
والاخرين هنا ..هم الاهل وسياط نظراتهم
ودعواتهم لها..بابن الحلال…والاخرين ايضا هم الزملاء والجيران..فلا تخلوا حواراتهم
من دعاء لها بالستر وابن الحلال..وكأنها عوره..وكأنها منقوصه..ولا تملك سوى ان تؤمن على
دعائهم او تبتلع غيظها ومرارتها…والاخرين هنا ..هم الزميلات او بنات الجيران..حين
تخطب احداهن..فتجدها تبلغها لتدعوها..وترى نظرات الاسى ..او الحرج فى اعينهم..
واكثر السياط ايلاما لو رات زميلاتها يتهامسون ..لان احداهن خطبت وهى تاخذ ارائهم هل
تخبرها ام لا ..فهى على حد قولها تخشى على احساسها..فتتساءل ..ماذا جنيت..
وكم من ليالى بللت وسادتها تتساءل ماذا افعل…ولماذا انا او من هن فى مثل حالى ..متهمات
او نثير الاسى فى الاخرين..رغم تفوقنا وتميزنا عنهم..انها سياط مجتمع..ومورثات.
انسانيه..تضغط على اعصاب كل حواء تتأخر فى الزواج..
ربما يكون المجتمع محقا فى جانب…لان حواء..اى حواء..رسالتها الاولى هى الاسره..
فهكذا خلقها الله..وهكذا اعطاها كل مقومات وامكانات مهمتها.ورسالتها فى الحياه..
ومهما حاولت ان تخرج من هذا الاطار..ستصتدم دوما بتلك الحقيقه.. حقيقه مهمتها فى الحياه
والرجل ..اى رجل..ليس بحاجه لعالمه ..او باحثه او مفكره ..بقدر ماهو بحاجه لانثى ..وزوجه
وعشيقه وام ..وطفله ايضا..هو يحتاج للمسه ناعمه.وابتسامه حالمه..وحب امراه.ودفئ عاشقه
وشقاوه طفله..ودلال حبيبه..وحنان ام ..ورحمه اخت..واعتزاز ابنه..وحواء هى كل هؤلاء
لا يحتاج لنظريات ولا معادلات ولا فلسفات ..
فعندما تطفأ الانوار..وتتلاقى الايادى وتتبادل الهمسات واللمسات..تسقط كل النظريات
وتتوارى كل المعطيات..ويبقى فقط ادم وحواء..
وعندما يلج الصباح يحتاج الى عقلها وثقافتها وذكاءها الانثوى..الذى يرى الامور
من زاويه لايراها معشر الرجال..وتحتاج هى الى كل هذا
بينما تجد نفسها دائما تميل الى تواجد رجل يحتويها ويشعرها ويحبها لتكون عالمه وكل حياته
ويكون مبعث لفخرها بين اقرانها ..والركن الذى ترتكن عليه فى رحله الحياه
ومن المستحيل ان تجد تلك الحواء كما هو ايضا مستحيل ان تجد ذلك الرجل..
ونعود لقصتنا…ومعاناه تلك الفتاه.. زغم رفضها تسميه وضعها بالمعاناه او حتى بالمشكله
فهى حتما تبرر ذلك .بماذا كنت افعل؟؟ هل اقبل شخص لا اجد توافقا بينى وبينه وينتهى
الزواج بلقب هو اكثر ايلاما..كمطلقه..ام اظل على مبادئى .واتعايش مع لقب عانسه
كلاهما عذاب والاختيار بينهما .هو ايضا عذاب..ودائما الجحيم هو الاخرين
كانت فى اوج تلك المرحله حين تعارفا فى احد المواقع..وربما كانت تعطى نفسها مساحه اكبر
لتوسع دائره اختيارهاللزواج..وربما لتمضيه الوقت والابتعاد عن التفكير مع نفسها عن نفسها
قال لى ..صديقى..انى شعرت انها طيبه مثقفه..صديقه رائعه..ولكنى وربما لانى لم اراها
لم اشعر انها انثى ..ربما ارجعت ذلك لكوننا ناضجين ..ونتحدث فى امور جديه..وكوننا نتطرق
الى الحديث عن المشاعر والحب ..لايعنى ابدا ان تطلق العنان لنفسها وتنسى اننا غرباء
ارسلت لها صورى..وبعض اغانى افضلها…وتحدثنا مرات ومرات..عبر الاميل..حتى اصبحت
انتظر موعد لقاءنا واعتبره مقدسا..بل انه كان وقت الراحه والارتياح..رغم انى كنت اضيق
باصرارها على التخفى وعلى عدم ارسال صورتها..بل تركت لى ان اتخيل..وشيئا فشيئا..
علمت انها لن تكون لى فهى هانم مرفهه الى حد ما..ورغم محاولات تبسطها..الا انى ارجعت
ذلك الى محاولات تنازلها للحصول على زوج..ولكنى ابدا لم اكف عن الشوق لكلماتها
هل تعرف انى كنت ارى كلماتها التى ترسلها عبر الاميل..وكانها شئ خاص..كانت حروفها احاسيس
تترجمها نفسى المتعلقه برؤيتها والتواصل معها ..رغم انها نفس الحروف التى يرسلها الملايين
حدثتنى عن الاسكندريه مدينتها التى تحبها بجنون..وحدثتها عن زياراتى المتكرره لها
كل ما اعرفه عنها انها من جليم…..وبعض ما ارادتنى ان اعرفه..عن اسرتها وحياتها وعملها
دون تفاصيل تدل على مكانها…ساقول لك شيئا مجنونا..
لقد ذهبت ذات يوم الى الاسكندريه …وتوقفت امام شاطئ جليم ..لم اكن اتصور ولا انتظر ان اقابلها
بل فقط لمجرد ان اتعرف على اماكن تعيش فيها ..فحتما قد داست قدماها على هذا الرصيف..
وحتما رات عيناها ذلك المكان..وذهبت حتى لكوبرى استانلى الجميل..والذى تحدثنا عنه سويا
على سبيل المزاح.باننى سالتقيها هناك صدفه يوما ما..وساعرفها حتى دون ان اراها من قبل
ولكن ورغم كل ذلك لم اشعر انها انثى …وما يحيرنى هو ايضا اننى تعلقت بها..احسستها
وربما راودتنى الرغبه فى اثاره مشاعرها كفتاه وكانثى ..لتبعث من جديد ..ربما تصورت انى
قادر على اعادتها الى فتره المراهقه…بل اننى تخيلت اننى ساتجول معها ..الاماكن ..اقاسمها سماع الاغانى
القديمه التى تحبها..وقد اخبرتها بذلك ..لم تكن تعلم الكثير عن الكومبيوتر ..سوى الاستخدام فقط
فساعدتها على قدر ما اعرف…وبدات تغيب عن الموعد ..وبدات اقرر ان ما اشعره هو مجرد اعجاب
او تعاطف او تبادل لافكار ..ربما وجدت ضالتها..وربما ابتعدت مرغمه لمشاكل فى الانترنت
كما اخبرتنى..ومع غيابها وغيابى .اصبحنا نلتفى صدفه..ثم انقطعت اخبارها..الا من رسائل
بين الحين والاخر .تسال عن اوحوالى ..واطمئن عليها..ثم توارت..وبقيت مع ذكراها.
ولا ادرى ما هو الارتباط بينها وبين البحر..فكلما شاهدته تذكرتها..كما يحدث الان ..ونحن
نجلس على شاطئه .رغم اختلاف المكان….
طالما ساءلت نفسى..اتراها قد اعتادت جلد سياط نظرات الاخرين..
ام تراها قررت الاستمرار فى التحدى ..ام انها اجتازت تلك المرحله التى كانت لاتعمل فيها
وعادت لتدفن همومها بين طيات اوراق عملها ..ومعادلاتها الكيمائيه …
لا اعرف وربما لن اعرف ابدا ….وفقط كل ما اعرفه
انها تمثل مأساه..لكثيرات متميزات ..وجديرات بحياه افضل بلا معاناه..و جلد من سياط كلمات
الاسى والمواساه ..والدعوات الموجعه..
اتعرف يا صديقى ..هناك شئ خطير يحدث وسيحدث حتما ..طالما استمرت تلك الظاهره
ظاهره عنوسه الفتيات ذات التعلم المتميز والمكانه العلميه الراقيه ..وحتى مستوى الجامعات
توجد ملايين منهن بلا زواج …بينما تتزوج الاميات وانصاف المتعلمات ..والنتيجه الحتميه
هو تغيير شريحه عريضه فى المجتمع
فالاسره التى تكون فيها الاباء اميين او حتى انصاف متعلمين …سيكون نواتج ذلك غالبا ابناء
على شاكلتهم..بينما تحرم المتميزات من المشاركه فى انجاب ابناء ..غالبا يحملون جينات التميز
والفهم والوعى والذكاء..ومع السنون سيتحول المجتمع الى غالبيه من محدودى الفهم .ومحدودى الذكاء
ومحدودى الثقافه وحب الابتكار والتطلع
تناقشنا طويلا…ورصدنا نماذج نراها امامنا
بينما بدا ولوج فجر يوم جديد ..هم صديقى لينام قليلا …بعد ان اعيته الذكريات
بينما جلست افكر فى تلك الاحاسيس التى يمكن ان تربط بين عقلين لا صله بينهما الا صوت وبعض حروف تحمل معانى
ومشاعر تقاسماها
ومع اطلاله الصباح وجدتنى اتخيل نفسى مكان صديقى
واردت ان ارسل لها كلماته ..وان اعبر عن مشاعره
فكانت هذه الكلمات
………….



ياريت انسى .دى قالت لى يدوب همسه..

وكانت كلمه عاديه..لا تقصدها ولا حاسه

..لقيت روحى بدوب فيها ..كأن الحرف فى ايديها بقى لمسه

تصحى فيا احساسى ..وقلبى اللى كان ناسى

ولاقى الكلمه من ردك….. بتاخدنى على شطك

وادور فى حروف خطك ..على صورتك ..عشان ارسمها فى عيونى

……….



بشوفك بس بعيونى..الاقيكى فى بحر الليل …

سفينه ونجمه ومدينه…وانا تايه وغرقان بين جبال الموج

بدور لى على مرسى………….ومن همسه ..لقيتنى بين اياديكى

بتاخدينى على شطك ..وادور بين حروف خطك

على صورتك …عشان ارسمها فى جفونى

………….

لو اردت ان اكتب اختصارا لتلك القصه لكتبت

اردت ان اخدع الحياه واعيش كما اريد…فخدعتنى الحياه وعشت كما هى تريد

ولو اردت عنوانا ..لكتبت

الحياه بين المطرقه والسندان

**************

لم اشأ ان اكتبها كامله

اتمنى الامانه من القارئ..

وعلى اى حال…

ستبقى كلماتى .. انشرها ..ولا ابغى من ورائها

الا افاده من يقرا…وابتغاء مرضاه الله



…………………

…………………

بعد نشر هذه الكلمات..

كانت هناك ردود فعل من بعض قارئات . تستشعر انها حكايتها وبعضهن اكدن لى اننى انما اتكلم

عنهن .وما كنت اقصد وما كنت اعرف شيئا عن ايا منهن

ولكنها الحياه تتكرر فيها الاحداث ربما الذى يختلف فقط هو المكان والاشخاص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق